التّفسير
بلادكم في خطر:
رأينا في الآيات المتقدمة كيف حافظ موسى( عليه السلام ) على تفوّقهمن حيث المنطقعلى فرعون ،وبيّن للحاضرين إلى أيّة درجة يعوّل مبدؤه على منطقه وعقله ،وأن ادعاء فرعون واه وضعيف ،فتارة يسخر من موسى ،وتارةً يرميه بالجنون ،وأخيراً يلجأ إلى التهديد بالسجن والإعدام !...
وهنا يقلب موسى( عليه السلام ) صفحة جديدة ،فعليه أن يسلك طريقةً أخرى يخذل فيها فرعون ويعجزه .عليه أن يلجأ إلى القوّة أيضاً ،القوّة الإلهية التي تنبع من الإعجاز ،فالتفت إلى فرعون متحدّياً و ( قال أو لو جئتك بشىء مبين ) ...
وهنا وجد فرعون نفسه في طريق مغلق مسدود ...لأن موسى( عليه السلام ) أشارَ إلى خطّة جديدة !ولفت انظار الحاضرين نحوه ،إذ لو أراد فرعون أن لا يعتدّ بكلامه ،لاعترض عليه الجميع ولقالوا: دعه ليرينا عمله المهم ،فلو كان قادراً على ذلك فلنرى ،ونعلم حينئذ أنّه لا يمكن الوقوف امامه ،وإلاّ فستنكشف مهزلته !!وعلى كل حال ليس من اليسير تجاوز كلام موسى ببساطة ...