وأنهم قليلون يتوجب الحذر منهم ، فقال:{ وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ} أي نخشى شرهم ، ونتوقعه ، وذلك كما بدا من ضعفه أمامهم ، فإن الحق يرهب أقوى الأقوياء ولو كان فرعون ذا الأوتاد ، وقد أكد حذره وحذر من معه بعدة مؤكدات منها ( إن ) الدالة على التحقيق ، والتأكيد بجميعوالثالثاللام . ورابعهاالتعبير بالجملة الاسمية الدالة على الاستمرار ، كان إيذانا ، لنخوفهم ، وضياع الأمر من أيديهم ، وإن أمر مصر يتساقط من جموحهم ، ولذا قال تعالى:{ فَأَخْرَجْنَاهُم مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ( 57 ) وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ ( 58 )} .