{ فَأَخْرَجْنَاهُم مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ( 57 ) وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ ( 58 )} .
الفاء للعطف مع الترتيب والتعقيب ، أي أنه سبحانه بعد هذا الفزع بين مآل أمرهم ، وقد يقال:يكون إغراقهم معقبا لقول فرعون مع أن بينهما حوادث ، والجواب عن ذلك الإشارة إلى أن الله تعالى قدر ذلك واقعا وتكوينا ، عندما أخذ فرعون الطاغي ومعه ذلك الذعر ، فكأنه وقع عقبه ، لتأكد وقوعه .
الجناتهي مصدر ذاتها ، فكأنها لعموم زرعها وثمارها ، وأنها في وسط الصحاري من حولها شرقا وغربا ، كأنها جنات في أعلاها وأدناها ، وعيون ، جمع عين ، وهي الماء الثر النابع من جوف الأرض ، وفي ذلك إشارة إلى نيلها السعيد الذي يجري من أعلاها لأدناها ، وقد كانت الآبار بين مصر وليبيا ، تجري فيها عيون الماء ، فتخصبها ، وكانت الأرض بينها وبين تونس ، وكانت تسمى أفريقيا ، وكانت أرضها مملوءة في باطنها بالمعادن والفلزات ، وكنوز من سبقوهم من الفراعنة ، كما لا تزال آثار من قبل فرعون موسى ، مملوءة بالآثار الدالة على قوة سلطانهم وثرائهم ، والكنوز ، الآثار أو كل ما استبطنته الأرض من معادن وكنوزومقام كريمأي المقام اسم مكان من قام يقوم ، أي مقام طيب حسن مع الاحترام والإجلال ، وهي المنازل المشيدة .