ثمّ يذكر القرآن النتيجة الإجمالية لعاقبة فرعون وقومه وزوال حكومته ،وقيام حكومة بني إسرائيل ،فيقول: ( فأخرجناهم من جنات وعيون ...وكنوز ومقام كريم ) .
أجل ( كذلك وأورثناها بني إسرائيل ) .
وهناك اختلاف بين المفسّرين في المراد من كلمة ( مقام كريم ) ،فقال بعضهم بأنّها القصور المجللة والمساكن المظللة ...
وقال بعضهم بأنّها المجالس المنعقدة بالحبور والسرور والنشاط .
وقال بعضهم: المراد مقام الحكام والأمراء ،الذين يجلسون على كراسيهم ومن حولهم أتباعهم وجنودهم يمتثلون أوامرهم ...
وقال بعضهم: بل يعني المنابر التي كان يصعدها الخطباء «المنابر التي كانت لصالح فرعون وحكومته وجهازه فهي بمثابة أبواق إعلام له » .
وبالطبع فإن المعنى الأوّل أنسب من الجميع كما يبدو ،رغم أن هذه المعاني غير متباينة ومن الممكن أن تجتمع هذه المعاني جميعاً في مفهوم الآية ...فالمستكبرون ( فرعون وقومه ) أخرجوا من قصورهم وحكومتهم وموقعهم وقدرتهم ،كما أخرجوا من مجالسهم المنعقدة بالحبور والسرور .