والنعمة الثانية ذكرها إبراهيم بقوله تعالى كما حكى الله تعالى عنه ،{ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ} هذه نعمة أخرى من مظاهر الربوبية العالية ، وهي أنه يطعم عباده ، أي أنه سبحانه وتعالى هيأ لهم أسباب الطعام وأسباب الشراب ، فطعام الإنسان لحم شهي ، أو سمك طري ، أو خبز ، أو ثمر جني ، وكل ذلك من الله ، فهو الذي أنبت النبات ، وأثمر الغراس ، وتغذي من النبات الأنعام ، وهو سبحانه الذي سبحانه الذي خلق الأنهار والبحار التي تعيش فيها الأسماك ، وهو الذي ينزل الأمطار فيشرب منها الإنسان والحيوان ، وهكذا هو الذي يطعم ويسقي ، بتضافر الأسباب سببا بعد سبب .