النبأ هو الخبر العظيم الشأن البعيد الأثر ، وهو يقين في علمه ، إذ علمه عن عيان ومشاهدة ، وحضور ، والنبأ الخطير الشأن العظيم ، هو أنه وجد امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ، أي أن قومها آتوها من كل أسباب الحكم بالخضوع والطاعة ، والاستسلام ما جعلها ملكة عليهم ، ولها في هذا الملك عرش عظيم ذو أبهة ورونق ، وإشعار بعظم السلطان ، وهذا قوله تعالى في كلام الهدهد{ إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ} ، وقد أكد كلامه باللام وقد ، وقال إنها تملكهم للإشارة إلى أن خضوعهم لها كخضوع العبيد لمن يملكهم ، وبني للمجهول إيتاؤها كل شيء ، وهذا يفيد أن قومها آتوها أمرهم ، ووضعوا رقابهم تحت سلطانها .
وسبأ من خير أرض الله تعالى وأمكنها بخيراته ، وقد قال تعالى فيها وفيهم:{ لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ ( 15 ) فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ العَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ ( 16 ) ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلاَّ الكَفُورَ ( 17 )} [ سبأ] ويقول الحافظ ابن كثير:وسبأ هم حمير وفيهم ملوك اليمن والمرأة التي كانت تحكمهم هي بلقيس بنت شرحبيل وكانت ملكة لسبأ .