ولقد بين سبحانه نجاة لوط ومن معه إلا امرأته .
الفاء للترتيب والتعقيب ، أي أنه سبحانه قرر هلاكهم وقرر النجاة للوط وآله ، فكان معقبا أو مقارنا لتقرير الهلاك ، وهو أقرب من التعقيب ، وإليك خبر الهلاك ، وطلب النجاة فقد جاء في سورة هود من مخاطبة الملائكة للوط عليه السلام:{ قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ( 81 )}[ هود]
أنجى الله تعالى لوطا وأهله بأن أمرهم بأن يسروا من البلد ليلا ، واستثنى امرأته لأنها من الغابرين من الماضين ، وظاهر أن ما كان منها هو الشرك ، وعدم إنكارها لأفعالهم الخبيثة ، فعدم الإنكار لجريمة بشعة معلنة قد جاهروا رضا بها ، فهى معهم في الشرك أو الرضا ، بتلك الفاحشة الفحشاء ، ولذا قال قدرناها من الغابرين ، أي عددناها منهم .