وبعد هلاك القرية ، وجعل عاليها سافلها ، أمطر عليهم سبحانه مطرا وهو حجارة حاطمة رءوسهم مهلكة ، ولذا قال تعالى:{ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَسَاء مَطَرُ الْمُنذَرِينَ} ، أي أنزلنا عليهم من السماء حجارة هي أشبه بالمطر في وابله وتراكمه ، ولقد بين أنه أسوأ مطر "فساء مطر المنذرين"أي أسوأ مطر المنذرين الذين أنذرهم .
وقد بين سبحانه في آيات أخر أنه مطر حجارة لا مطر ماء ، فقال في سورة هود:{ فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ ( 82 ) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ( 83 )} .
هذه أقوام أشركت ، وبين الله تعالى عاقبة إشراكها ، إذ همت بالاعتداء على نبيها ، ولم يكن له قبل بها ، والآيات قائمة والأدلة معلمة ، وقد ذكر سبحانه وتعالى بعض هذه الآيات .