وقد كانت أحكام المواريث مظنة التلاعب في الماضي ، ولا تزال حقوق النساء فيها موضع التلاعب إلى اليوم ، ولذلك أكد الله سبحانه حق الميراث بقوله:{ تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم} أي أن الميراث حد رسمه الله تعالى ، فمن أطاع الله تعالى فقد فاز فوزا عظيما . وإن ذكر الجنات في هذا المقام له موضعه ؛ لأن هذا الذي يترك التوزيع لله تعالى ، ويتغلب على هوى نفسه فيمن يحب او يكره يجزيه الله تعالى جنات تجري من تحتها النهار ، وهذا الجزاء هو الفوز العظيم ؛ لأن فيه النجاة وفيه النعيم ، فمن فعله فقد نال الحسنيين ، فإذا كان قد تغلب على منازع الدنيا ، فقد نال نعيم الآخرة ، ومن ينظر إلى مآل ماله عليه ان ينظر قبل كل شيء إلى مآل شخصه .