{ ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما}
/م66
الإشارة إلى كل ما ذكر من جزاء على طاعة الله وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم ، من أجر عظيم ، وهداية إلى الصراط المستقيم ، ورفقته مع الأخيار الأبرار من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، هذا كله فضل من الله تعالى العلي الكبير ، وعطاء منه ، ورحمة يرحم بها المتقين ، وهو العليم بكل ما يعملون من خير ، لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ، وهو السميع البصير . فقوله تعالى:{ وكفى بالله عليما} فيه بيان أنه يعلم سبحانه من يستحق فضله وعطاءه ، ومن لا يستحق ، وفيه إشارة إلى أن الطاعة هي طاعة العالم بكل شيء ، فالطاعة فيها مصلحة للعباد ؛ وكون الجزاء بفضل الله فيه إشارة إلى أن العمل وحده لا يستوجب العطاء ، إنما هو من فضل الله تعالى . ولقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لن يُنَجِّي أحدا منكم عمله"، قالوا:ولا أنت يا رسول الله ؟ قال:"ولا أنا ، إلا أن يتغمدني الله برحمته . سددوا وقاربوا واغدوا وروحوا ، وشيء من الدلجة ( أي من قيام الليل )والقصد القصد تبلغوا"{[765]} . اللهم اختم لنا بخير ما نعمل ، ونجنا بفضل رحمتك من سوء أعمالنا ، إنك ذو الفضل العظيم .