( ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ) كان الحديث من قوله تعالى:( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أوليا بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين51 ) ( المائدة ) في شأن أهل الكتاب ومن يتخذهم أولياء دون اليهود ثم ذكر سبحانه وتعالى أحوال اليهود الذين كان بعض أهل الكتاب والمسلمين يواليهم فعلا ويستنصر بهم ، وبينت أحوالهم لكي يبتعد المؤمنون عنهم ، وفي هذا النص الكريم يبين سبحانه أن باب الإيمان مفتوح غير مغلق فمن دخله كفر عن نفسه سيئاته فكفرها الله عنه ، ومعناه:لو أن أهل الكتاب آمنوا بالله وحده وصدقوا رسوله الذي بعث رحمة للعالمين ، وجعلوا بينهم وبين الباطل وقاية وخافوا الله تعالى ورجوا ثوابه ، وتوقعوا حسابه وامتلأت قلوبهم بخشية الله تعالى ، لو فعلوا ذلك لكفر تعالى عنهم سيئاتهم أي لسترها ، ولرفعها عنهم ، لأن الحسنات يذهبن السيئات ولأن الله غفور رحيم يقبل التوبة من عباده ، وأنه لا تذهب السيئات عنهم فقط بل إنه سبحانه يثيبهم في الآخرة فيدخلهم جنات النعيم فيدخلهم يوم القيامة الجنات التي تكون محل النعيم وهذا جزاؤهم في الآخرة .