الإيمان مدخل لتكفير الذنوب
{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ ءَامَنُواْ وَاتَّقَوْاْ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ} فليست هناك عقدةٌ ضدّ أهل الكتاب ،لأنَّ ذلك ليس معقولاً في ما يتعلّق بعلاقة الله بخلقه في ثوابه وعقابه ،فليس له مصلحةٌ في طاعة من أطاعه ،على مستوى الذات ،وليس عليه خسارةٌ في معصية من عصاه ،بل كل ما هناك هو حكمة الله ورحمته بما يصلح أمرهم ،ويسهل لهم حياتهم ،وليس أهل الكتاب بدعاً من النَّاس الَّذين يعصون الله ،ولن يكونوا بدعاً من النَّاس الَّذين يتوبون إلى الله عندما يتوبون ،بل هم بشرٌ ممن خلق ،فإذا تابوا وأصلحوا وأنابوا ،فإنَّ الله يتوب عليهم ،ويكفّر عنهم سيئاتهم ،ويدخلهم جنّات النعيم .وفي ضوء ذلك ،يتبلور المفهوم الإسلامي في العلاقات السلبيّة الّتي يعيشها المسلم مع الآخرين الَّذين يختلف معهم في الخط ،فليست هناك عقدةٌ ذاتيةٌ ضد الشخص أو الجماعة ،بل هناك موقفٌ ضد الخط الفكري والعملي ،فإذا تغيّر الخط في الاتجاه الإيجابي ،تغيّر الموقف في هذا الاتجاه من دون أن يخلِّف الماضي عقدةً لدى الحاضر أو المستقبل في ما كان يعيشه من تصرّفات سلبية متشنِّجة .