{ وما أدراك ما هيه}: تهويل كما تقدم آنفاً .
وضمير{ هِيه} عائد إلى{ هاوية} ،فعلى الوجه الأول يكون في الضمير استخدام ،إذ معاد الضمير وصف هالكة ،والمرادُ منه اسم جهنم كما في قول معاوية بن مالك الملقَّب معوِّذَ الحُكماء:
إذا نزل السماءُ بأرض قوم *** رَعْينَاه وإنْ كانوا غضاباً
وعلى الوجه الثاني يعود الضمير إلى{ هاوية} وفسرت بأنها قعر جهنم .
وعلى الوجه الثالث يكون في{ هِيه} استخدام أيضاً كالوجه الأول .
والهاء التي لحقت ياء ( هِي ) هاءُ السكت ،وهي هاء تُجلب لأجل تخفيف اللفظ عند الوقف عليه ،فمنه تخفيف واجب تجلب له هاء السكت لزوماً ،وبعضه حسن ،وليس بلازم وذلك في كل اسم أو حرف بآخره حركة بناء دائمة مثل: هو ،وهي ،وكيف ،وثم ،وقد تقدم ذلك عند قوله تعالى:{ فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرأوا كِتابيه} في سورة الحاقة ( 19 ) .
وجمهور القراء أثبتوا النطق بهذه الهاء في حالتي الوقف والوصل ،وقرأ حمزة وخلف بإثبات الهاء في الوقف وحذفها في الوصل .