و{ ما} استفهامية ،والاستفهام مستعمل في التهويل على طريقة المجاز المرسل المركب لأن هول الشيء يستلزم تساؤل الناس عنه .
ف{ القارعة} هنا مراد بها حادثة عظيمة .وجمهور المفسرين على أن هذه الحادثة هي الحشر فجعلوا القارعة من أسماء يوم الحشر مثل القيامة ،وقيل: أريد بها صيحة النفخة في الصُّور ،وعن الضحاك: القارعة النار ذات الزفير ،كأنه يريد أنها اسم جهنم .
وهذا التركيب نظير قوله تعالى:{ الحاقة ما الحاقة وما أدراك ما الحاقة}[ الحاقة: 1 3] وقد تقدم .
ومعنى{ وما أدراك ما القارعة} زيادة تهويل أمر القارعة و{ ما} استفهامية صادقة على شخص ،والتقدير: وأي شخص أدراك ،وهو مستعمل في تعظيم حقيقتها وَهَوْلها لأن هول الأمر يستلزم البحث عن تعرفة .وأدراك: بمعنى أعلمك .
و{ ما القارعة} استفهام آخر مستعمل في حقيقته ،أي ما أدراك جواب هذا الاستفهام .وسدّ الاستفهام مَسدَّ مفعولي{ أدراك} .