فقوله:{ لا أعبد ما تعبدون} إخبار عن نفسه بما يحصل منها .
والمعنى: لا تحصل مني عبادتي ما تعبدون في أزمنة في المستقبل تحقيقاً لأن المضارع يحتمل الحال والاستقبال فإذا دخل عليه ( لا ) النافية أفادت انتفاءه في أزمنة المستقبل كما درج عليه في « الكشاف » ،وهو قول جمهور أهل العربية .ومن أجل ذلك كان حرف ( لَن ) مفيداً تأكيد النفي في المستقبل زيادة على مطلق النفي ،ولذلك قال الخليل: أصل ( لَن ): لا أنْ ،فلما أفادت ( لا ) وحدها نفي المستقبل كان تقدير ( أنْ ) بعد ( لا ) مفيداً تأكيد ذلك النفي في المستقبل فمن أجل ذلك قالوا إن ( لن ) تفيد تأكيد النفي في المستقبل فعلمنا أن ( لا ) كانت مفيدة نفي الفعل في المستقبل .وخالفهم ابن مالك كما في « مغني اللبيب » ،وأبو حيان كما قال في هذه السورة ،والسهيلي عند كلامه على نزول هذه السورة في « الروض الأنف » .