( أنْ ) مصدرية ،و ( لا ) حرف نفي .وهي مؤذنة بفعل محذوف يناسب معنى النفي .والمصدر الذي تقتضيه ( أن ) هو مفعول الفعل المحذوف .وأما مفعول{ مَنَعَكَ} فمحذوف يدلّ عليه{ مَنَعَكَ} ويدل عليه المذكور .
والتقدير: ما منَعك أن تتبعني واضطرّك إلى أنْ لا تتبعني ،فيكون في الكلام شِبه احتباك .والمقصود تأكيدُ وتشديدُ التوبيخ بإنكار أن يكون لهارونَ مانع حينئذ من اللحاق بموسى ومقتض لعدم اللحاق بموسى ،كما يقال: وُجد السبب وانتفَى المانع .
ونظيره قوله تعالى:{ ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك} في سورة الأعراف ( 12 ) فارجعْ إليه .
والاستفهام في قوله{ أفَعَصَيْتَ أمري} مفرع على الإنكار ،فهو إنكار ثان على مخالفة أمره ،مشوب بتقرير للتهديد .