جيء لهم باسم الإشارة بعد أن أجريت عليهم الصفات المتقدمة ليفيد اسمُ الإشارة أن جدارتهم بما سيذكر بعد اسم الإشارة حصلتْ من اتصافهم بتلك الصفات على نحو قوله تعالى:{ أولئك على هدى من ربهم}[ البقرة: 5] بعد قوله:{ هدًى للمتقين} إلى آخره في سورة البقرة ( 2 ) .والمعنى: أولئك هم الأحقاء بأن يكونوا الوارثين بذلك .
وتوسيط ضمير الفصل لتقوية الخبر عنهم بذلك ،وحذف معمول{ الوارثون} ليحصل إبهام وإجمال فيترقب السامع بيانه فبين بقوله:{ الذين يرثون الفردوس} قصداً لتفخيم هذه الوراثة ،والإتيان في البيان باسم الموصول الذي شأنه أن يكون معلوماً للسامع بمضمون صلته إشارة إلى أن تعريف{ الوارثون} تعريف العهد كأنه قيل: هم أصحاب هذا الوصف المعروفون به .
واستعيرت الوراثة للاستحقاق الثابت لأن الإرث أقوى الأسباب لاستحقاق المال ،قال تعالى:{ وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون}[ الزخرف: 72] .