لما أفاد الاستفهام في قوله:{ أتبنون بكل رِيع آية}[ الشعراء: 128] معنى الإنكار على ما قارن بناءهم الآيات واتخاذهم المصانع وعلى شدتهم على الناس عند الغضب فرع عليه أمرُهم باتقاء الله ،وحصل مع ذلك التفريع تكرير جملة الأمر بالتقوى والطاعة .
وحذفُ ياء المتكلم من{ أطيعون} كحذفها في نظيرها المتقدم .وأعيد فعل{ واتقوا} وهو مستغنى عنه لو اقتصر على الموصول وصفاً لاسم الجلالة لأن ظاهر النظم أن يقال: فاتقوا الله الذي أمّدكم بما تعلمون ،فعُدل عن مقتضى الظاهر وبني الكلام على عطف الأمر بالتقوى على الأمر الذي قبله تأكيداً له واهتماماً بالأمر بالتقوى مع أن ما عرض من الفصل بين الصفة والموصوف بجملة{ وأطيعون} قضى بأن يعاد اتصال النظم بإعادة فعل{ اتقوا} .