هذه الجملة بمنزلة بدل البعض من جملة{ أمدكم بما تعلمون} فإن فعل{ أمدّكم} الثاني وإن كان مساوياً ل{ أمدكم} الأول فإنما صار بدلاً منه باعتبار ما تعلق به من قوله:{ بأنعام وبنين} إلخ الذي هو بعض ممّا تعلمون .وكلا الاعتبارين التوكيد والبدل يقتضي الفصل ،فلأجله لم تعطف الجملة .
وابتدأ في تعداد النعم بذكر الأنعام لأنها أجلّ نعمة على أهل ذلك البلد ،لأن منها أقواتَهم ولباسهم وعليها أسفارهم وكانوا أهلَ نُجعة فهي سبب بقائهم ،وعطف عليها البنين لأنهم نعمة عظيمة بأنها أنسهم وعونهم على أسباب الحياة وبقاء ذكرهم بعدهم وكثرة أمتهم