وبعد هذا التعبير المُجل يذكر تفصيل نعم الله عليهم ،فيقول: ( أمدكم بأنعام وبنين ) ...
فمن جهة وفّر لكم الأُمور المادية ،وكان القسم المهم منهاخاصّة في ذلك العصرالأنعام والمطايا من النياق وغيرها .ومن جهة أخرى وفر لكم القوّة الكافية وهي «الأبناء » للحفاظ على الأنعام وتدجينها ...
وهذا التعبير تكرر في آيات مختلفة ،فعند عدّ النعم المادية تذكر الأموال أولا ثمّ الأبناء ثانياً ،وهم الحفظة للأموال ومنمّوها ،ويبدو أن هذا ترتيب طبيعي ،لا أن الأموال أهم من الأبناء ...إذ نقرأ في الآية ( 6 ) من سورة الإِسراء ...( وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيراً ) ...
ثمّ يضيف بعد ذلك: ( وجنات وعيون ) .
وهكذا فقد وفر الله لكم سبل الحياة جميعاً ،من حيث الأبناء أو القوّة الإِنسانية ،والزراعة والتدجين ووسائل الحمل والنقل ،بشكل لا يحس الإِنسان معه بأي نقص أو قلق في حياته !.
لكن ما الذي حدث حتى نسيتم واهب هذه النعم جميعاً ،وأنتم تجلسون على مائدته ليل نهار ،ولا تعرفون قدره ؟!