أجيب الاستفهام هنا بقوله:{ تنزل على كل أفاكٍ أثيم} .
و{ كل} هنا مستعملة في معنى التكثير ،أي على كثير من الأفّاكين وهم الكهان ،قال النابغة:
وكُلِّ صَموت نثلة تُبَّعيَّةٍ *** ونَسج سُلَيْم كُلَّ قمصاءَ ذائِل
والأفاك كثير الإفك ،أي الكذب ،والأثيم كثير الإثم .وإنما كان الكاهن أثيماً لأنه يضم إلى كذبه تضليل الناس بتمويه أنه لا يقول إلا صدقاً ،وأنه يتلقى الخبر من الشياطين التي تأتيه بخبر السماء .
وجُعل للشياطين{ تنزّل} لأن اتصالها بنفوس الكهان يكون بتسلسل تموجات في الأجواء العليا كما تقدم في سُورة الحجر .