وجه اقتصاره على نفسه أيضاً أن طريق نجاتهم بعد أن أدركهم فرعون وجنده لا يحصل إلا بفعل يقطع دابر العدوّ ،وهذا الفعل خارق للعادة فلا يقع إلا على يد الرسول .وهذا وجه اختلاف المعية بين ما في هذه الآية وبين ما في قوله تعالى في قصة الغار{ إذ يقول لصاحبه لا تحزَنْ إن الله معنا}[ التوبة: 40] لأن تلك معية حفظهما كليهما بصرف أعين الأعداء عنهما ،وقد أمره الله أن يضرب بعصاه البحر وانفلق البحر طُرقاً مرّت منها أسباط بني إسرائيل ،واقتحم فرعون البحر فمدّ البحرُ عليهم حين توسطوه فغرق جميعهم .
والفِرْق بكسر الفاء وسكون الراء: الجزء المفروق منه ،وهو بمعنى مفعول مثل الفِلق .والطود: الجبل .