وإذ قد كان الله أعد لهم عذاباً أعظم من عذاب يوم بدر وهو عذاب جهنم الذي يعم جميعهم أعقب إنذارهم بعذاب يوم بدر بإنذارهم بالعذاب الأعظم .وأعيد لأجله ذكر استعجالهم بالعذاب معترضاً بين المتعاطفين إيماء إلى أن ذلك جواب استعجالهم فإنهم استعجلوا العذاب فأُنذروا بعذابين ،أحدهما أعجل من الآخر .وفي إعادة:{ يستعجلونك بالعذاب} تهديد وإنذار بأخذهم ،فجملة:{ وإن جهنم} معطوفة على جملة:{ وليأتينهم بغتة} فهما عذابان كما هو مقتضى ظاهر العطف .
والإحاطة كناية عن عدم إفلاتهم منها .
والمراد{ بالكافرين} المستعجلون ،واستُحضروا بوصف الكافرين للدلالة على أنه موجب إحاطة العذاب بهم .واستعمل اسم الفاعل في الإحاطة المستقبلة مع أن شأن اسم الفاعل أن يفيد الاتصاف في زمن الحال ،تنزيلاً للمستقبل منزلة زمان الحال تنبيهاً على تحقيق وقوعه لصدوره عمن لا خلاف في إخباره .