واللام في{ لِيَكْفُرُوا} لام التعليل وهي لام كي وهي متعلقة بفعل{ يشْرِكُون} .والكفر هنا ليس هو الشرك ولكنه كفران النعمة بقرينة قوله{ بما آتَيْنَاهُم} فإِن الإِيتاء بمعنى الإنعام وبقرينة تفريعه على{ يشْرِكُون} فالعلة مغايرة للمعلول وكفران النعمة مسبب عن الإشراك لأنهم لما بادروا إلى شؤون الإشراك فقد أخذوا يكفرون النعمة ،فاللام استعارة تبعية ،شبه المسبَّب بالعلة الباعثة فاستعير له حرف التعليل عوضاً عن فاء التفريع .
وأما اللام في قوله{ ولِيَتَمَتَّعُوا} بكسر اللام على أنها لام التعليل في قراءة ورش عن نافع وأبي عمرو وابن عامر وعاصم وأبي جعفر ويعقوب .وقرأه قالون عن نافع وابنُ كثير ،وحمزة والمكسائي وخلف بسكونها فهي لام امر ،وهي بعد حرف العطف تسكَّن وتكْسر ،وعليه فالأمر مستعمل في التهديد نظير قوله{ اعْمَلُوا ما شِئْتُم}[ فصلت: 40] وهو عطف جملة التهديد على جملة{ فَلَمَّا نَجاهُمْ إِلى البَرِّ} الخ ...نظير قوله في سورة[ الروم: 34]{ لِيكفُروا بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ}
والتمتع: الانتفاع القصير زمنُه .وجملة{ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} تفريع على التهديد بالوعيد .