و{ إنْ} في قوله{ وإن كانوا} مخفَّفة مهملة عن العمل ،واللام في قوله{ لَمُبْلِسِين} اللام الفارقة بين{ إنْ} المخففة و{ إنْ} الشرطية .
والإبلاس: يأس مع انكسار .وقوله{ مِنْ قَبْلِه} تكرير لقوله{ من قبلِ أن ينزّل عليهم}[ الروم: 49] لتوكيد معنى قبلية نزول المطر وتقريره في نفوس السامعين .قال ابن عطية: أفاد التأكيد الإعلام بسرعة تقلب قلوب البشر من الإبلاس إلى الاستبشار اهـ .يعني أن إعادة قوله{ مِنْ قَبْله} زيادة تنبيه على الحالة التي كانت من قبل نزول المطر .وقال في « الكشاف »: « فيه الدلالة على أن عهدهم بالمطر قد تطاول فاستحكم إبلاسهم فكان الاستبشار على قدر اغتمامهم » اه .يعني أن فائدة إعادة{ من قبله} أن مدة ما قبل نزول المطر مدة طويلة فأشير إلى قوتها بالتوكيد .
وضمير{ قبله} عائد إلى المصدر المأخوذ من{ أن ينزل عليهم} أي تنزيله .