وأما قولهم{ وما علينا إلا البالغ المبين} فذلك وعظ وعظوا به القوم ليعلموا أنهم لا منفعة تنجرّ لهم من إيمان القوم وإعلان لهم بالتبرُّؤ من عهدة بقاء القوم على الشرك وذلك من شأنه أن يثير النظر الفكري في نفوس القوم .
و{ البلاغ} اسم مصدر من أبلغ إذا أوصل خبراً ،قال تعالى:{ إن عليك إلا البلاغ}[ الشورى: 48] وقال:{ هذا بلاغ للناس}[ إبراهيم: 52] .ولا يستعمل البلاغ في إيصال الذوات .والفقهاء يقولون في كراء السفن والرواحل: إن منه ما هو على البلاغ .يريدون على الوصول إلى مكان معيَّن بين المكري والمكتري .
و{ المبين} وصف للبلاغ ،أي البلاغ الواضح دلالة وهو الذي لا إيهام فيه ولا مواربة .