حكيت هذه المحاورة على سنن حكاية المحاورات بحكاية أقوال المتحاورين دون عطف .
و{ ربنا يعلم} قَسَم لأنه استشهاد بالله على صدق مقالتهم ،وهو يمين قديمة انتقلها العرب في الجاهلية فقال الحارث بن عَبَّاد:
لم أكن من جُناتِها عَلِم الل *** ـه وإنِي لِحرّها اليومَ صالي
ويظهر أنه كان مغلّظاً عندهم لقلة وروده في كلامهم ولا يَكاد يقع إلا في مقام مهم .وهو عند علماء المسلمين يمين كسائر الأيمان فيها كفارة عند الحِنث .وقال بعض علماء الحنفية: إن لهم قولاً بأن الحالف به كاذباً تلزمه الردّة لأنه نسب إلى علم الله ما هو مخالف للواقع ،فآل إلى جعل علم الله جهلاً .وهذا يرمي إلى التغليظ والتحذير وإلا فكيف يكفر أحد بلوازم بعيدة .
واضطرهم إلى شدّة التوكيد بالقسم ما رأوا من تصميم كثير من أهل القرية على تكذيبهم .ويسمى هذا المقدار من التأكيد ضرباً إنكاريّاً .