وأجري على الأصنام ضمير جمع العقلاء في قوله:{ لا يستطيعون} لأنهم سموهم بأسماء العقلاء وزعموا لهم إدراكاً .
وضمير{ وهُمْ} يجوز أن يعود إلى{ ءَالِهَة} تبعاً لضمير{ لا يستطيعون} .
وضمير{ لَهُم} للمشركين ،أي والأصنام للمشركين جند محضَرون ،والجند العدد الكثير .والمحضر الذي جيء به ليحضر مشهداً .والمعنى: أنهم لا يستطيعون النصر مع حضورهم في موقف المشركين لمشاهدة تعذيبهم ومع كونهم عدداً كثيراً ولا يقدرون على نصر المتمسكين بهم ،أي هم عاجزون عن ذلك ،وهذا تأييس للمشركين من نفع أصنامهم .ويجوز العكس ،أي والمشركون جند لأصنامهم محضرون لخدمتها .ويجوز أن يكون هذا إخباراً عن حالهم مع أصنامهم في الدنيا وفي الآخرة .
وينبغي أن تكون جملة{ وهم لهم جندٌ مُحضرونَ} في موضع الحال ،والواو واو الحال من ضمير{ يستطيعون} ،أي ليس عدم استطاعتهم نصرهم لبعد مكانهم وتأخر الصريخ لهم ولكنهم لا يستطيعون وهم حاضرون لهم ،واللام في{ لَهُم} للأجَل ،أي أن الله يحضر الأصنام حين حشر عبدتها إلى النار ليُري المشركين خطَل رأيهم وخيبة أملهم ،فهذا وعيد بعذاب لا يجدون منه ملجأ .