تعليل لِما جازاهم الله به من العذاب وإبداء للمناسبة بينه وبين جُرمهم ،فإن جرمهم كان تلقياً لما وجدوا عليه آباءهم من الشرك وشُعَبه بدون نظر ولا اختيار لما يختاره العاقل ،فكان من جزائهم على ذلك أنهم يطعمون طعاماً مؤلماً ويسقَون شراباً قذِراً بدون اختيار كما تلَقوا دين آبائهم تقليداً واعتباطاً .
فموقع ( إنَّ ) موقع فاء السببية ،ومعناها معنى لام التعليل ،وهي لذلك مفيدة ربط الجملة بالتي قبلها كما تربطها الفاء ولام التعليل كما تقدم غير مرة .
والمراد: المشركون من أهل مكة الذين قالوا:{ إنا وجدنا آباءنا على أمة}[ الزخرف: 22] .
وفي قوله:{ ألْفَوا ءَابَآءَهُم ضَالِينَ} إيماء إلى أن ضلالهم لا يخفى عن الناظر فيه لو تُركوا على الفطرة العقلية ولم يغشَوها بغشاوة العناد .