عُقّب وصفُ حال المشركين في الآخرة وما علّل به من أنهم ألْفَوْا آباءهم ضالّين فاتبعوا آباءهم بتنظيرهم بمن سلفوا من الضالّين وتذكيراً للرسول صلى الله عليه وسلم بذلك مسلاة له على ما يلاقيه من تكذيبهم ،واستقصاء لهم في العبرة والموعظة بما حلّ بالأمم قبلهم ،فهَذه الجملة معطوفة على مضمون الجملة التي قبلها إكمالاً للتعليل ،أي اتبعوا آثار آبائهم واقتدوا بالأمم أشياعهم .
ووصف الذين ضلّوا قبلهم بأنهم{ أكْثَرُ الأوَّلِينَ} لئلا يَغترّ ضعفاء العقول بكثرة المشركين ولا يعْتزّوا بها ،ليعلموا أن كثرة العدد لا تبرّر ضلال الضالّين ولا خطأ المخطئين ،وأن الهدى والضلال ليسا من آثار العدد كثرة وقلة ولكنهما حقيقتان ثابتتان مستقلتان فإذا عرضت لإِحداهما كثرة أو قلة فلا تكونان فتنة لقصار الأنظار وضعفاء التفكير .قال تعالى:{ قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث}[ المائدة: 100] .