والأمرُ بالنظر مستعمل في التعجيب والتهويل فإن أريد بالعاقبة عاقبتهم في الدنيا فالنظر بصريّ ،وإن أريد عاقبتهم في الآخرة كما يقتضيه السياق فالنظر قلبي ،ولا مانع من إرادة الأمرين واستعمال المشترك في المعنيين .
والتعريف في قوله:{ المُنذَرِينَ} تعريف العهد ،وهم المنذَرون الذين أرسل إليهم المنذِرون ،أي فهم الضالّون المعبر عنهم بأنهم{ أكْثَرُ الأوَّلين .} فالمعنى: فانظر كيف كان عاقبة الضالّين الذين أنذرناهم فلم ينتذروا كما فعل هؤلاء الذين ألْفَوْا آباءهم ضالّين فاتبعوهم ،فقد تحقق اشتراك هؤلاء وأولئك في الضلال ،فلا جرم أن تكون عاقبة هؤلاء كعاقبة أولئك .وفعل النظر معلق عن معموله بالاستفهام ،والاستفهام تعجيبي للتفظيع .