وجملة{ إنَّه من عِبادنَا المُؤمنين} تعليل لاستحقاقه المجازاة الموصوفة بقوله:{ كذلك نَجزي المحسنين} فاختلف معلول هذه العلة ومعلول العلة التي قبلها .
وأفاد وصفه ب{ إنَّه من عِبَادِنَا} أنه ممن استحق هذا الوصف ،وقد علمت غير مرة أن وصف ( عبد ) إذا أضيف إلى ضمير الجلالة أشعر بالتقريب ورفع الدرجة ،اقتصر على وصف العباد بالمؤمنين تنويهاً بشأن الإِيمان ليزداد الذين آمنوا إيماناً ويقلع المشركون عن الشرك .وهذه نعمة تاسعة .وأقحم معها من{ عبادنا} لتشريفه بتلك الإضافة على نحو ما تقدم آنفاً في قوله تعالى:{ إلا عباد الله المخلصين أولئك لهم رزق معلوم}[ الصافات: 40 - 41] وهذه نعمة عاشرة ،وفي ذلك تنبيه على عظيم قدر الإِيمان .
وفي هذه القصة عبرة للمشركين بما حلّ بقوم نوح وتسلية للنبيء صلى الله عليه وسلم وجعل نوح قدوة له ،وإيماء إلى أن الله ينصره كما نصر نوحاً على قومه وينجّيه من أذاهم وتنويه بشأن المؤمنين .