لذلك عقب هذا الخطاب بقوله:{ فراغَ عليهم ضرباً باليمينِ .} وقد استعمل فعل ( راغ ) هنا مضمّناً معنى ( أقبل ) من جهة مائلة عن الأصنام لأنه كان مستقبلها ثم أخذ يضربها ذات اليمين وذات الشمال نظير قوله تعالى:{ فيميلون عليكم}[ النساء: 102] .
وانتصب{ ضَرْباً باليمين} على الحال من ضمير{ فراغَ} أي ضارباً .وتقييد الضرب باليمين لتأكيد{ ضَرْباً} أي ضرباً قوياً ،ونظيره قوله تعالى:{ لأخذنا منه باليمين}[ الحاقة: 45] وقول الشماخ:
إذا ما رايةٌ رُفعت لمجد *** تَلقَّاها عَرابَةُ باليمين
فلما علموا بما فعل إبراهيم بأصنامهم أرسلوا إليه من يُحضره في ملئِهم حول أصنامهم كما هو مفصّل في سورة الأنبياء وأجمل هنا .