موقع جملة{ فَلَمَّا رَأَوا بَأْسَنَا} من قوله:{ فَلَمَّا جَاءَتْهُم رُسُلهم بالبينات}[ غافر: 83] كموقع جملة{ فَلَمَّا جَاءَتْهُم رُسُلهم من قوله: كَانُوا أكْثَرَ مِنْهُم}[ غافر: 82] لأن إفادة ( لمَّا ) معنى التوقيت يثير معنى توقيتتِ انتهاء ما قبلها ،أي دام دُعاء الرسل إياهم ودام تكذيبهم واستهزَاؤهم إلى أن رَأوا بأسنا فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده .
والبَأْس: الشدة في المكروه ،وهو جامع لأصناف العذاب كقوله تعالى:{ فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا}[ الأنعام: 42 ،43] فذلك البأس بمعنى البَأساء ،ألا ترى إلى قوله: تضرعوا وهو هنا يقول: فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا} فالبأس هنا العذاب الخارق للعادة المنذِرُ بالفناء فإنهم لما رأوه علموا أنه العذاب الذي أُنذروه .