تفريع على جملة{ قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون}[ الزخرف: 24] ،أي انتقمنا منهم عقب تصريحهم بتكذيب الرّسل .وهذا تهديد بالانتقام من الذين شابهوهم في مقالهم ،وهم كفار قريش .
والانتقام افتعال من النَّقْم وهو المكافأة بالسوء ،وصيغة الافتعال لمجرد المبالغة ،يقال: نَقَمَ كعلم وضَرَب ،إذا كافأ على السوء بسوء ،وفي المثل: هو كالأرقم إن يُتْرَك يَلْقَم وإن يُقْتَل يَنقَم .الأرقم: ضرب من الحيات يعتقد العرب أنه من الجن فإنْ تركه المرء يتسور عليه فيلسعه ويقتله وإن قتله المرء انتقم بتأثيره فأمَات قاتله وهذا من أوهام العرب .
والمراد بالانتقام استئصالهم وانقراضهم .وتقدم في قوله تعالى:{ فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليمّ} في سورة الأعراف ( 136 ) .ولذلك فالنظر في قوله:{ فانظر كيف كان عاقبة المكذبين} نظر التفكر والتأمل فيما قصّ الله على رسوله من أخبارهم كقوله تعالى:{ قال سننظر أصدقتَ أم كنت من الكاذبين} في سورة النمل ( 27 ) ،وليس نَظَرَ البصر إذ لم ير النبي حالة الانتقام فيهم .ويجوز أن يكون الخطاب لغير معيَّن ،أي لكل من يتأتى منه التأمل .
و{ كيف} استفهام عن الحالة وهو قد علَّق فعل النظر عن مفعوله .