وجملة{ إن الله هو ربّي وربّكم} تعليل لجملة{ فاتقوا الله وأطيعون} لأنه إذا ثبت تفرده بالربوبية توجه الأمر بعبادته إذ لا يَخاف الله إلا مَن اعترف بربوبيته وانفرادِه بها .
وضمير الفصل أفاد القصر ،أي الله ربّي لا غيره .وهذا إعلان بالوحدانية وإن كان القوم الذين أرسل إليهم عيسى موحِّدين ،لكن قد ظهرت بدعةٌ في بعض فرقهم الذين قالوا: عزيرُ ابنُ الله .وتأكيد الجملة بِ{ إنَّ} لمزيد الاهتمام بالخبر فإن المخاطبين غير منكرين ذلك .
وتقديم نفسه على قومه في قوله:{ ربّي وربّكم} لقصد سدّ ذرائع الغلوّ في تقديس عيسى ،وذلك من معجزاته لأن الله علم أنه ستغلو فيه فِرق من أتباعه فيزعمون بنوَّتَه من الله على الحقيقة ،ويضلّون بكلمات الإنجيل التي يَقول فيها عيسى: أبي ،مريداً به الله تعالى .
وفرع على إثبات التوحيد لله الأمر بعبادته بقوله:{ فاعبدوه} فإن المنفرد بالإلهية حقيق بأن يعبد .
والإشارة ب{ هذا صراط مستقيم} إلى مضمون قوله:{ فاتقوا الله وأطيعون} ،أي هذا طريق الوصول إلى الفوز عن بصيرة ودون تردد ،كما أن الصراط المستقيم لا ينبهم السير فيه على السائر .