جملة{ ما خلقناهما إلا بالحق} بدل اشتمال من جملة{ وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين} .
والباء في{ بالحق} للملابسة ،أي خلقنا ذلك ملابساً ومقارناً للحق ،أو الباء للسببية ،أي بسبب الحق ،أي لإيجاد الحق من خلقهما .
والحق: ما يحق وقوعه من عمل أو قول ،أي يجب ويتعين لسببية أو تفرع أو مجازاة ،فمن الحق الذي خُلقت السماوات والأرض وما بينهما لأجله مكافأة كل عامل بما يناسب عمله ويُجازيه ،وتقدم عند قوله تعالى:{ أو لم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق} في سورة الروم ( 8 ) .
والاستدراك في قوله:{ ولكن أكثرهم لا يعلمون} ناشىء عما أفاده نفي أن يكون خلق المخلوقات لَعباً وإثبات أنه للحق لا غير من كون شأن ذلك أنْ لا يخفى ولكن جهل المشركين هو الذي سوّل لهم أن يقولوا{ ما نحن بمنشرين}[ الدخان: 35] .
وجملة الاستدراك تذييل ،وقريب من معنى الآية قوله:{ وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وإن الساعة لآتية} في آخر سورة الحجر ( 85 ) .