و{ ثم} للتراخي الرتبي لأن صب الحميم على رأسه أشد عليه من أخذه وعتله .
والصبّ: إفراغ الشيء المظروف من الظرف وفعل الصّبّ لا يتعدى إلى العذاب لأن العذاب أمر معنوي لا يصب .فالصب مستعار للتقوية والإسراع فهو تمثيلية اقتضاها ترويع الأثيم حين سمعها ،فلما كان المحكي هنا القول الذي يسمعه الأثيم صيغ بطريقة التمثيلية تهويلاً ،بخلاف قوله:{ يُصَبّ من فوق رءوسهم الحميم}[ الحج: 19] الذي هو إخبار عنهم في زمن هم غير سامعيه فلم يؤت بمثل هذه الاستعارة إذ لا مقتضى لها .