ومعنى{ مجموعون}: أنهم يبعثون ويحشرون جميعاً ،وليس البعث على أفواج في أزمان مختلفة كما كان موت الناس بل يبعث الأولون والآخرون في يوم واحد .وهذا إبطال لما اقتضاه عطف{ أو آباؤنا الأولون} في كلامهم من استنتاج استبعاد البعث لأنهم عدُّوا سَبْقَ من سبق موتُهم أدل على تعذر بعثهم بعد أن مضت عليهم القرون ولم يبعث فريق منهم إلى يوم هذا القيل ،فالمعنى: أنكم .
وتأكيد الخبر ب ( إن ) واللام لرد إنكارهم مضمونَه .
والميقات: هنا لمعنى الوقت والأجل ،وأصله اسم آلة للوقت وتوسعوا فيه فأطلقوه على الوقت نفسه بحيث تعتبر الميم والألف غير دَالّتين على معنًى ،وتوسعوا فيه توسعاً آخر فأطلقوه على مكان لعمللٍ مّا .ولعل ذلك متفرع على اعتبار ما في التوقيت من التحديد والضبط ،ومنه مواقيت الحج ،وهي أماكن يُحرم الحاج بالحج عندها لا يتجاوزها حلالاً .ومنه قول ابن عباس: « لم يوقت رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في الخمر حَدًّا معيَّناً » .
ويصح حمله في هذه الآية على معنى المكان .
وقد ضمن{ مَجْمُوعون} معنى مسوقون ،فتعلق به مجرورهُ بحرف{ إلى} للانتهاء ،وإلا فإن ظاهر{ مجموعون} أن يعدّى بحرف ( في ) .
وأفاد تعليق مجروره به بواسطة ( إلى ) أنه مسير إليه حتى ينتهي إليه ،فدل على مكان .وهذا من الإِيجاز .
وإضافة{ ميقات} إلى{ يوم معلوم} لأن التجمع واقع في ذلك اليوم .وإذ كان التجمع الواقع في اليوم واقعاً في ذلك الميقات كانت بين الميقات واليوم ملابسة صححت إضافة الميقات إليه لأدنى ملابسة وهذا أدقّ من جعل الإِضافة بيانية .وهذا تعريض بالوعيد بما يلقونه في ذلك اليوم الذي جحدوه .