هذا من جملة ما أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقوله لهم .
و{ ثم} للترتيب الرتبي فإن في التصريح بتفصيل جزائهم في ذلك اليوم ما هو أعظم وقعاً في النفوس من التعريض الإِجمالي بالوعيد الذي استفيد من قوله:{ إن الأولين والآخرين لمجموعون}[ الواقعة: 49 ،50] .
وهذا التراخي الرتبي مثل الذي في قوله تعالى:{ قل بلى وربي لتبعثن ثم لَتُنَبّؤنَّ بما عملتم}[ التغابن: 7] بمنزلة الاعتراض بين جملة{ إن الأولين والآخرين}[ الواقعة: 49] وجملة:{ خلقناكم فلولا تصدقون}[ الواقعة: 57] .
والخطاب موجه للمقول إليهم ما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يقوله لهم فليس في هذا الخطاب التفات كما قد يتوهم ،وفي ندائهم بهذين الوصفين إيماء إلى أنهما سبب ما لحقهم من الجزاء السَّيّىء ،ووصفهم بأنهم: ضالون مكذّبون ،ناظر إلى قولهم:{ أئذا متنا وكنا تراباً}[ الواقعة: 47] الخ .
وقدم وصف{ الضالون} على وصف{ المكذبون} مراعاة لترتيب الحصول لأنهم ضلّوا عن الحق فكذبوا بالبعث ليحذروا من الضلال ويتدبروا في دلائل البعث وذلك مقتضى خطابهم بهذا الإنذار بالعذاب المتوقع .