معطوف على جملة{ لقد أرسلنا رسلنا بالبينات}[ الحديد: 25] عطف الخاص على العام لما أريد تفصيل لإِجماله تفصيلاً يسجل به انحراف المشركين من العرب والضالّين من اليهود عن مناهج أبويهما: نوح وإبراهيم ،قال تعالى في شأن بني إسرائيل{ ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبداً شكوراً}[ الإسراء: 3] ،والعرب لا ينسون أنهم من ذرية نوح كما قال النابغة يمدح النعمان بن المنذر:
فألفيت الأمانةَ لم تخنْها *** كذلك كان نوح لا يخون
والنبوءة في ذريتهما كنبوءة هود وصالح وتُبّع ونبوءة إسماعيل وإسحاق وشعيب ويعقوب .
والمراد ب{ الكتاب} ما كان بيد ذرية نوح وذرية إبراهيم من الكتب التي فيها أصول ديانتهم من صحف إبراهيم وما حفظوه من وصاياه ووصايا إسماعيل وإسحاق .
والفسق: الخروج عن الاهتداء ،ومن الفاسقين: المشركون من عاد وثمود وقوم لوط واليمن والأوس والخزرج وهم من ذرية نوح ،ومن مدين والحجاز وتهامة وهم من ذرية إبراهيم .
والمراد: مَنْ أشركوا قبل مجيء الإسلام لقوله:{ ثم قفينا على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم}[ الحديد: 27] .