وجملة{ إنّ لكم فيه لما تخيَّرون} في موضع مفعول{ تدرسون} على أنها محكي لفظها ،أي تدرسون هذه العبارة كما جاء قوله تعالى:{ وتركنا عليه في الآخرين سلامٌ على نوح في العالمين}[ الصافات: 78 ،79] أي تدرسون جملة{ إِنَّ لكم فيه لَما تَخيَّرون .
ويكون فيه} توكيداً لفظياً لنظيرها من قوله:{ فيه تدرسون} ،قصد من إعادتها مزيد ربط الجملة بالتي قبلها كما أعيدت كلمة ( من ) في قوله تعالى:{ ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سَكَراً}[ النحل: 67] وأصله: تتخذون سَكَراً .
و{ تخيرون} أصله تتخيرون بتاءين ،حذفت إحداهما تخفيفاً .والتخير: تكلف الخَير ،أي تطلب ما هو في أخير .والمعنى: إن في ذلك الكتاب لكم ما تختارون من خير الجزاء .