ثم أخذ يتحسر على ما فرط فيه من الخير في الدنيا بالإِقبال على ما لم يُجْدِه في العالم الأبدي فقال:{ ما أغنى عني مَاليَه} ،أي يقول ذلك من كان ذا مال وذا سلطان من ذلك الفريق من جميع أهل الإشراك والكفر ،فما ظنك بحسرة من اتبعوهم واقتدوا بهم إذا رأوهم كذلك ،وفي هذا تعريض بسادة مشركي العرب مثل أبي جهل وأمية بن خلف قال تعالى:{ وذرني والمكذبين أولي النَّعمة}[ المزمل: 11] .
وفي{ أغْنَى عَنّي} الجناس الخَطِّي ولو مَع اختلاف قليل كما في قولهم « غرّك عِزُّك فَصَار قصارى ذَلِك ذُلّك » .