جمع الله في هذا القَسَم كل ما الشأن أن يُقسَم به من الأمور العظيمة من صفات الله تعالى ومن مخلوقاته الدالة على عظيم قدرته إذ يجمع ذلك كله الصِلَتان{ بما تبصرون وما لا تبصرون} ،فمما يبصرون: الأرض والجبال والبحار والنفوس البشرية والسماوات والكواكب ،وما لا يبصرون: الأرواح والملائكة وأمور الآخرة .
و{ لا أقسم} صيغة تحقيققِ قَسَم ،وأصلها أنها امتناع من القسَم امتناع تحرّج من أن يحلف بالمُقْسممِ به خشية الحنث ،فشاع استعمال ذلك في كل قسم يراد تحقيقه ،واعتبر حرف ( لا ) كالمزيد كما تقدم عند قوله:{ فلا أقسم بمواقع النجوم} في سورة الواقعة ( 75 ) ،ومن المفسرين من جعل حرف ( لا ) في هذا القسم إبطالاً لكلام سابق وأنّ فعل أُقْسِم} بعدها مستأنف ،ونُقض هذا النوع بوقوع مثله في أوائل السور مثل:{ لا أقسم بيوم القيامة}[ القيامة: 1] و{ لا أقسم بهذا البلد}[ البلد: 1] .