وقوله:{ تنزيل من رب العالمين} خبر ثان عن اسم ( إنّ ) وهو تصريح بعد الكناية .
ولك أن تجعل{ تنزيل من رب العالمين} خبر مبتدأ محذوف جرى حذفه على النوع الذي سماه السكاكي بمتابعة الاستعمال في أمثاله وهو كثير في الكلام البليغ ،وتجعلَ الجملة استئنافاً بيانياً لأن القرآن لمَّا وصف بأنه{ قول رسول كريم} ونفي عنه أن يكون قول شاعر أو قول كاهن ،ترقَّب السامع معرفة كنهه ،فبُين بأنه منزل من رب العالمين على الرسول الكريم ليقوله للناس ويتلوه عليهم .
و{ تنزيل} وصف بالمصدر للمبالغة .
والمعنى: إنه منزل من رب العالمين على الرسول الكريم .
وعبر عن الجلالة بوصف{ ربّ العالمين} دون اسمِه العلَم للتنبيه على أنه رب المخاطَبين وربُ الشعراءِ والكهاننِ الذين كانوا بمحل التعظيم والإِعجاب عندهم نظير قول موسى لفرعون{ ربُّكم وربُّ آبائكم الأولين}[ الشعراء: 26] .