قال الله تعالى:{ إنك من المنظرين} أي إنّك من المخلوقات الباقية .
وقد أفاد التّأكيد بإنّ والإخبارُ بصيغة{ من المنظرين} أنّ إنظاره أمر قد قضاه الله وقدّره من قبللِ سؤاله ،أي تحقّق كونك من الفريق الذين أنظروا إلى يوم البعث ،أي أنّ الله خلق خلقاً وقدّر بقاءهم إلى يوم البعث ،فكشف لإبليس أنّه بعض من جملة المنظرين من قبل حدوث المعصية منه ،وإن الله ليس بمغيّر ما قدّره له ،فجواب الله تعالى لإبليس إخبار عن أمر تَحقّق ،وليسَ إجابة لطلبة إبليس ،لأنّه أهون على الله من أن يجيب له طلَباً ،وهذه هي النّكتة في العدول عن أن يكون الجواب: أنْظرْتك أو أجبت لك ممّا يدلّ على تكرمة باستجابة طلبه ،ولكنّه أعلمه أنّ ما سأله أمر حَاصل فسؤاله تحصيل حاصل .