كان المشركون يكثرون أن يسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم{ متى هذا الوعد}[ النمل: 71] ،و{ عن الساعة أيان مرساها}[ الأعراف: 187] ،وتكررت نسبة ذلك إليهم في القرآن ،فلما قال الله تعالى:{ حتى إذا رأوا ما يوعدون فسيعلمون من أضعف ناصراً}[ الجن: 24] الآية علِم أنهم سيعيدون ما اعتادوا قوله من السؤال عن وقت حلول الوعيد فأمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يعيد عليهم ما سبق من جوابه .
فجملة{ قل إن أدري أقريب ما توعدون} مستأنفة استئنافاً بيانياً لأن القول المأمور بأن يقوله جواب لسؤالهم المقدر .
والأمد: الغاية وأصله في الأمكنة .ومنه قول ابن عمر في حديث « الصحيحين »:"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سابقَ بين الخيل التي لم تُضَمَّر وجعل أمدَها ثنيةَ الوداع"( أي غاية المسابقة ) .ويستعار الأمد لمدة من الزمان معينة قال تعالى:{ فطال عليهم الأمد}[ الحديد: 16] وهو كذلك هنا .ومقابلته ب« قريب » يفيد أن المعنى أم يجعل له أمداً بعيداً .