ختام سورة الجن
{قل إن أدري أقريب ما توعدون أم يجعل له ربي أمدا 25 عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا 26 إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا 27 ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم وأحاط بما لديهم وأحصى كل شيء عددا 28}
المفردات:
أمدا: زمانا بعيدا أو قريبا .
/م25
التفسير:
25- قل إن أدري أقريب ما توعدون أم يجعل له ربي أمدا .
كان النبي صلى الله عليه وسلم كلما خوّف المشركين أهوال الساعة ،وأهوال الحساب والجزاء ،وأهوال يوم القيامة ،قال المشركون: متى يكون هذا اليوم الذي تخوّفنا به ؟سؤال استبعاد وتشكك ،فأنزل الله ردّا عليهم أن القيامة ستقوم قطعا ،ولا علم لي كرسول مبلّغ عن الله بوقتها ،هل قريب أم بعيد ،فذلك لا يعلمه إلا الله .
قال تعالى: يسألونك عن الساعة أيّان مرساها* فيم أنت من ذكراها* إلى ربك منتهاها* إنما أنت منذر من يخشاها .( النازعات: 42-45 ) .
وفي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الساعة فقال: ( ما المسئول عنها بأعلم من السائل ،وسأنبئك عن أشراطها ( علاماتها ): أن تلد الأمة ربّتها ،وأن يتطاول رعاة الإبل البهم في البنيان ،وأن يصبح الحفاة العالة سادة الأمم )ix .
والمعنى:
من علامات الساعة كثرة العقوق حتى أن الابن يستخدم أمّة كخادمة ،والبدو الرّحل يتطاولون في بناء العمارات العالية ،ويوسّد الحكم إلى الحفاة الحثالة ،أو أن من لا أصل له ولا تاريخ يزيّنه يصبح سيد الموقف .
ونادى أعرابي على النبي صلى الله عليه وسلم بصوت جهوري ،فقال: يا محمد ،متى الساعة ؟قال: ( ويحك إنها كائنة ،فما أعددت لها ) ؟قال: أما إني لم أعدّ لها كثير صلاة ولا صيام ،ولكنّي أحب الله ورسوله ،قال صلى الله عليه وسلم: ( فأنت مع من أحببت ) ،قال أنس: فما فرح المسلمون بشيء فرحهم بهذا الحديثx .