تقرير لنظيره المتقدم تأكيداً للتهديد وإعادة لمعناه .
التهديد: من مقامات التكرير كقول الحارث بن عياد:
قَرِّبَا مربَط النَعامة مني ...الذي كرّره مراراً متوالية في قصيدته اللامية التي أثارت حرب البسوس .
فعلى الوجه الأول في موقع جملة{ ويل يومئذٍ للمكذبين} يقدر الكلام المعوض عنه تنوين{ يومئذٍ} يومَ إذ يقال لهم{ ألم نهلك الأولين}[ المرسلات: 16] .
والمراد بالمكذبين: المخاطبون فهو إظهار في مقام الإِضمار لتسجيل أنهم مكذبون ،والمعنى: ويل يومئذٍ لكم .
وعلى الوجه الثاني في موقع الجملة يقدر المحذوف المعرض عنه التنوينُ: يومَ إذ{ النجوم طمست}[ المرسلات: 8] الخ ،فتكون الجملة تأكيداً لفظياً لنظيرتها التي تقدمت .والمراد بالمكذبين جميع المكذبين الشامل للسامعين .
وعلى الاعتبارين فتقرير معنى الجملتين حاصل لأن اليوم يوم واحد ولأن المكذبين يَصدُق بالأحياء وبأهل المحشر .