والمعنى: فقدرنا الخلق كقوله تعالى:{ من نطفة خلقه فقدَّره}[ عبس: 19] وقوله:{ وخلق كل شيء فقدره تقديراً}[ الفرقان: 2] .
والفاء في قوله:{ فقدّرنا} للتفريع على قوله:{ فجعلناه في قرار مكين إلى قدر معلوم} ،أي جعلناه في الرحم إلى انتهاء أمد الحمل فقدرنا أطوار خلقكم حتى أخرجناكم أطفالاً .
والفاء في{ فنعم القادرون} للتفريع على ( قدّرنا ) أي تفريع إنشاء ثناء ،أي فدل تقديرُنا على أننا نعم القادرون ،أي كان تقديرنا تقدير أفضل قادر ،وهذا تنويه بذلك الخلق العجيب بالقدرة .
و{ القادرون}: اسم فاعل من قدَر اللازم إذا كان ذا قُدرة وبذلك يكون الكلام تأسيساً لا تأكيداً ،أي فنعم القادرون على الأشياء .
وعلامة الجمع للتعظيم مثل نون ( قَدّرنا ) فإن القدرة لما أتت بما هو مقتضى الحكمة كانت قدرة جديرة بالمدح .